بسم الله الرحمن الرحيم
(إنَّ الحَمدَ للهِ، نَحمَدُهُ وَنَستَعِينُهُ وَنَستَغفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِن شُرُورِ أنفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعمَالِنَا، مَن يَهدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَن يُضلِل فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُه وَرَسُولُهُ. أما بعد:
لاى ههموان ئاشكرایه كه ئێستا له وڵاتانى ئهوروپا بهگشتى و بهتایبهتى له وڵاتانى ئهسكهندهنافیا فهتوایان بۆ دراوه كه لهو وڵاتانهى رِۆژگار تیایدا درێژه ئهتوانن لهگهڵ سعوديه دا رِۆژۆكانیان بشكێنن (وه ئهم فهتوایهش یان له نهزانینیانهوه دراوه وه یان تێنهگهیشتنیانه له ئایهتهكانى خواى گهوره) خواى گهوره ئیصڵاحى حاڵى ئێمهو ئهوانیش بكات.
وه ئێمهش به باشمان زانى وهكو ئهركى سهرشانمان ههستین به رِوونكردنهوهى ئهم بابهته بۆ خوشكى و برا موسڵمانهكانمان بۆ ئهوهى نهكهونه ئهم ههڵه گهورهیهوه،وه ئهجر و پاداشتى رِۆژوهكهیان له دهست نهدهن.
ئهوهى ئاشكرایه لاى موسڵمانان كه رِۆژوو یهكێكه له رِووكنهكانى ئیسلام وه ئهویش یهكێكه لهو عیبادهتانهى كه خواى گهوره فهرزى كردوه لهسهرمان ،وه عیبادهتیش ئهبێ بهو شێوهیه ئهنجامى بدهین كه خواى گهوره فهرزى كردوه لهسهرمان وه ویستى لێیهتى ،نهك به ویست و ئارهزووى خۆمان ،وه لاى زۆرێكمان ئاشكرایه كه مهصادرى تشریع بریتى یه له: .
یهكهم : قال الله
دووهم : قال رسول الله
سێ یهم : ئیجماع
چوارهم : قیاس
كه وترا قال الله بهماناى (القرآن) واته كهلامى خواى گهوره هیچ بهڵگهیهكى تر بهرامبهرى نابێتهوه،وه خواى گهوره له قورئانى پیرۆزدا دهفهرموێت: [وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ] البقرة 187: بخۆن و بخۆنهوه تا سپیایی رِۆژتان بۆ له تاریكى شهو رِوون دهبێتهوه پاشان به رِۆژوو بن (واته:خۆتان بگرن له خواردن و خواردنهوه) ههتاوهكو خۆر ئاوابوون.(تاریك بوون)
ئهمه دهقى فهرمایشتى خواى گهورهیه ماناى بهسهعات و به كات نیه بهڵكو له دهركهوتنى فهجره تا خۆر ئاوابوون ماناى ئهگهر یهك سهعاتیش خۆر ئاوا بێت ئهوا موسڵمانان ئهبێت باقێكهى بهرِۆژوو بن.
بهڵام لهو وڵاتانهى یان ئهو شارانهى كه خۆر ئاوا نابێت تیایدا واته 24 سهعات رِۆژه ئهوا زانایان فهرموویانه ئهتوانن لهگهڵ نزیك ترین وڵات یان شار دا بیشكێنن كه خۆر تیایدا ئاوا دهبێت.
ئیتر نازانین ئهم وتانه له كوێ ئههێنن وه خهڵكى پێ چهواشه دهكهن داوا دهكهین له خوشك و برا موسڵمانهكان كه ئهجرى مانگى رِهمهزان له خۆیان له دهست نهدهن(ئهم مانگه تایبهته: پرِ بهرهكهت و خێره ) .
وه خێره سهرهكیهكهشى به رِۆژوو بونه تیایدا بهو شێوازهى كه خواى گهوره فهرزى كردووه لهسهرمان،وه پێغهمبهرى خوا دهفهرموێت :" قالَ اللهُ : كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدم لَهُ إلا الصَّيام ، فَإنَّهُ لي و أنَا أَجْزي بِهِ ، والصِّيامُ جُنَّةٌ ، وإذا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُم ، فَلا يَرْفَثُ ، ولا يَصْخَبُ ، فإنْ سَابَّهُ أحدٌ أو قاتَلَهُ فَلْيَقُل : إنّي امرُؤٌ صائم ، والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لخََََلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتانِ يَفْرَحْهُما : إذا أَفطَرَ فَرِحَ ، وإذا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَومِهِ " أخرجه البخاري : ( 4 / 88 ) رقم : ( 1904 ) ، ومسلم رقم : ( 1151 ) واللفظ للبخاري .
واته : خواى پهروهردگار فهرموویهتى : ههموو كردهوهى ئادهمیزاد بۆ خۆیهتى تهنها رِۆژوو نهبێ بۆ منه ( واته : ههمووى پاداشتێكى دیارى كراوى ههیه رِۆژوو نهبێ پاداشتى دیارى نهكراوه ) ، رِۆژووش پارێزهره له ئاگرى دۆزهخ ، ههر یهكێ له ئێمه به رِۆژوو بوو باواز له ووتهى پرِو پوچ بێنێ و هاوار نهكات ، وه ئهگهر كهسێك جوێنى به یهكێك له ئێوهدا یان شهرِى پێ گێرِا با بڵێ : من بهرِۆژووم ، سوێند بیت بهو زاتهى كه نهفسى ( محمد ) ى بهدهسته : بۆنى دهمى رِۆژووان لاى خوا خۆشتره له بۆنى میسك ، رِۆژووان دوو خۆشی ههیه و دهستى دهكهوێت : ئهگهر رِۆژوو بشكێنێ پێ خۆشحاڵ دهبێت ، وه ئهگهر چاوى به خواى خۆى كهوت خۆشحاڵه بهرِۆژوو گرتنهكهى .
پێغهمبهرى خوا ئهم مژدهیهى پێ داوین بۆ رِۆژووان و دهفهرموێ: " إنَّ في الجَنَّةِ باباً يُقالُ لَهُ الرَّيان يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يومَ القيامةِ ، لا يَدْخُلُ مِنْهُ أحَدٌ غَيْرَهُم ، فإذا دَخَلُوا أُغْلِقَ ، فَلَم يَدْخُلْ مِنهُ أَحَدٌ ، فإذا دَخَلَ آخرُهُم أُغْلِقَ ، وَمَنْ دَخَلَ شَرِبَ وَمَنْ شَرِبَ لم يَظْمَأ أَبَداً ". أخرجه البخاري : ( 4 / 95 ) رقم : ( 1896 ) ومسلم رقم : ( 1152 ) ، والزيادة الاخيرة لابن خزيمة في ( صحيحة ) رقم : ( 1903 ) .
واته : بهیهكێك له دهرگاكانى بهههشت دهوترێت ( الرَّیان ) ، تهنها رِۆژووانى لێوه دهچێته ژوورهوه له رِۆژى دوایدا ، هیچ كهسێك جگه له رِۆژووانان لهم دهرگایهوه ناچێته ژوورهوه ، ئهم دهرگایه دواى چونه ژوورهوهى رِۆژووانان دادهخرێت ، ئیتر كهسی لێوه ناچێته ژوورهوه ، یان : ئهگهر دوا كهسی رِۆژووانان چووه بهههشتهوه ئهوا ئهم دهرگهیه دادهخرێت ، ئهو كهسهیش لهم دهرگایه برِواته ژوورهوه ئاوێك دهخواتهوه ، ئهوهش ئهو ئاوه بخواتهوه ههرگیز تیونوى نابێت .
ئهمه چهند فهرموودهیهكى پێغهمبهرى خوا بوو بۆمان نهقڵ كردن وه فهرموودهى تریش زۆره له بارهى فهزڵ و گهورهیى رِۆژوو.(الصيام)
جا براو خوشكى موسڵمان رِۆژووهكهت بگره وهكو چۆن خواى گهوره فهرمانى پێ كردویت تاوهكو ئهجرى خۆت بهدهست بهێنى وه ئهگهر چهند رِۆژگار درێژ بێت وه ماندو بیت ئهجرت لاى خواى گهوره زیاتره داواكارم لهخواى گهوره ئهم مانگى رِهمهزانه بكاته لێخۆشبوون له تاوانهكانمان وه له ههڵهو كهم وكورِیهكانمان خۆش بێت وه بهبهههشتى بهرینمان شاد بكات.
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
==========================================
[ئهمهى خوارهوه دهقى پرسیارێكه به زمانى عهرهبى كه له شێخ (محمد بن صالح العثيمين) كراوه]
كيف يكون الصيام في البلاد التي يطول فيها النهار؟ فنحن ندرس في إحدى الولايات.... ويبلغ طول نهارها سبع عشرة ساعة وربع ساعة، وإننا في العام الماضي طالبتنا مشقة، وأن بعض الطلاب ذكر أن بعض العلماء أفتاه بأنه إذا كان في بلد يطول نهاره عليه فإنه يصوم بقدر نهار المملكة العربية السعودية، فما حقيقة الأمر في ذلك؟
الفتوى
أجاب عن السؤال: الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
الجواب:
قال الله تعالى: "أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَٱلـنَ بَـٰشِرُوهُنَّ وَٱبْتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلْخَيْطُ ٱلأَبْيَضُ مِنَ ٱلْخَيْطِ ٱلأَسْوَدِ مِنَ ٱلْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيْلِ وَلاَ تُبَـٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَـٰكِفُونَ فِي ٱلْمَسَـٰجِدِ تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ" وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن بلالاً يؤذن بليل. فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر» وقال أيضاً: «إذا أقبل الليل من ههنا (وأشار إلى المشرق) وأدبر النهار من ههنا (وأشار إلى المغرب) وغربت الشمس فقد أفطر الصائم».
ففي هذه الاۤية الكريمة والحديثين الثابتين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دليل ظاهر على وجوب الإمساك على الصائم من حين أن يطلع الفجر حتى تغرب الشمس في أي مكان كان من الأرض، سواء طال النهار أم قصر، إذا كان في أرض فيها ليل ونهار يتعاقبان في أربع وعشرين ساعة. والولاية التي أنتم فيها: فيها ليل ونهار يتعاقبان في أربع وعشرين ساعة، فيلزم من كان يصوم فيها أن يمسك من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بدلالة الكتاب والسنة على ذلك.
ومن أفتى بأن من كان في بلد يطول نهاره عليه فإنه يصوم بقدر نهار المملكة العربية السعودية فقد غلط غلطاً بيناً، وخالف الكتاب والسنة، وما علمنا أن أحداً من أهل العلم قال بفتواه. نعم من كان في بلد لا يتعاقب فيه الليل والنهار في أربع وعشرين ساعة كبلد يكون نهارها يومين، أو أسبوعاً، أو شهراً، أو أكثر من ذلك فإنه يقدر للنهار قدره، ولليل قدره من أربع وعشرين ساعة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما حدَّث عن الدجال، وأنه يلبث في الأرض أربعين يوماً يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة وسائر أيامه كالأيام المعتادة، قالوا: يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: «لا. اقدروا له قدره».
وقد اختلف العلماء المعاصرون فيما يقدر الليل والنهار في البلاد التي يكون ليلها ونهارها أكثر من أربع وعشرين ساعة.
فقال بعضهم: يقدر بالتساوي فيجعل الليل اثنى عشر ساعة والنهار مثله، لأن هذا قدرهما في الزمان المعتدل والمكان المعتدل.
وقال بعضهم: يقدر بحسب مدتهما في مكة والمدينة؛ لأنهما البلدان اللذان نزل فيهما الوحي، فتحمل مدة الليل والنهار على المعروف فيهما إذا لم تعرف للبلد مدة ليل ونهار خاصة به.
وقال بعضهم: يقدر بحسب مدتهما في أقرب بلد يكون فيه ليل ونهار يتعاقبان في أربع وعشرين ساعة، وهذا أقرب الأقوال إلى الصحة؛ لأن إلحاق البلد في جغرافيته بما هو أقرب إليه أولى من إلحاقه بالبعيد، لأنه أقرب شبهاً به من غيره. لكن لو شق الصوم في الأيام الطويلة مشقة غير محتملة بحيث لا يمكن تخفيفها بالمكيفات والمبردات، ويخشى منها الضرر على الجسم، أو حدوث مرض، فإنه يجوز الفطر حينئذ، ويقضي في الأيام القصيرة لقوله تعالى في سياق آيات الصيام: "يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" وقوله: "وَمَا جَعَلَ عَلَيْكمْ فِى ٱلدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَٰهِيمَ هُوَ سَمَّـٰكُمُ ٱلْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِى هَـٰذَا لِيَكُونَ ٱلرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَـوٰةَ وَٱعْتَصِمُواْ بِٱللَّهِ هُوَ مَوْلَـٰكُمْ فَنِعْمَ ٱلْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ ٱلنَّصِيرُ" وقوله: "لاَ يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا ٱكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَٱعْفُ عَنَّا وَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلَـٰنَا فَٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَـٰفِرِينَ"؟
وخلاصة ما سبق: أن من كان في بلد فيه ليل ونهار يتعاقبان في أربع وعشرين ساعة، لزمه صيام النهار وإن طال؛ إلا أن يشق عليه مشقة غير محتملة يخشى منها الضرر، أو حدوث مرض فله الفطر وتأخير الصيام إلى زمن يقصر فيه النهار.
وأما من كان في بلد لا يتعاقب فيه الليل والنهار في أربع وعشرين ساعة فإنه يقدر الليل والنهار فيه: إما بالتساوي، وإما بحسب مدتهما في مكة والمدينة، وإما بحسب مدتهما في أقرب بلد على الخلاف السابق.
وهذا بالنسبة لأهل البلاد المقيمين فيها إقامة سكنى، فأما من أقام فيها لغرض فمتى انتهى غادر البلاد فهذا في حكم المسافر، سواء طالت مدة إقامته أم قصرت، وسواء علم أن الغرض ينتهي سريعاً أم يتأخر أم جهل الحال لقوله تعالى: "وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِى ٱلأَْرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ ٱلصَّلوٰةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِنَّ ٱلْكَـٰفِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً" وقوله: "وَءَاخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِى ٱلأَْرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ وَءَاخَرُونَ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَٱقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَقْرِضُواُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَِنفُسِكُمْ مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَٱسْتَغْفِرُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" ومعلوم أن الذين يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله قد يقيمون المدة الطويلة لشراء السلع وبيعها. ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحدد للأمة مدة ينقطع بها حكم السفر إذا أقاموها، ولو كانت لبينها بياناً ظاهراً لأهميتها ودعاء الحاجة إليها، بل قد أقام النبي صلى الله عليه وسلم عام فتح مكة بمكة تسعة عشر يوماً يقصر الصلاة، وأقام بتبوك عشرين يوماً يقصر الصلاة، وأقام أنس بن مالك -رضي الله عنه- بالشام سنتين يقصر الصلاة، وقال الحسن: أقمت مع عبد الرحمن بن سمرة بكابل سنتين يصلي صلاة المسافر. قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله إلا مقيم ومسافر، والمقيم هو المستوطن، ومن سوى هؤلاء فهو مسافر يقصر الصلاة. اهـ وقال ابن القيم -رحمه الله-: أقام النبي صلى الله عليه وسلم بتبوك عشرين يوماً يقصر الصلاة، ولم يقل للأمة: لا يقصر الرجل إذا أقام أكثر من ذلك. قال: وهذه الإقامة لا تخرج عن حكم السفر، سواء طالت أم قصرت إذا كان غير مستوطن ولا عازم على الإقامة في ذلك الموضع. اهـ.
وعلى هذا يكون الحكم بالنسبة لكم، ولكل من يسافر لبلاد لا ينوي الإقامة فيها، إلا لغرض معين متى انتهى غادرها أن تكونوا في حكم المسافرين. ولو علمتم أن الغرض لا ينتهي إلا بعد مدة على القول الصحيح.
فإن لم يكن عليكم مشقة في الصيام في شهر رمضان فالصوم أفضل، اغتناماً للوقت، وإسراعاً في إبراء ذممكم. وإن كان عليكم شيء من المشقة فالفطر أفضل وتقضونه في الأيام القصيرة.
وختاماً للجواب: أوصيك بتقوى الله عز وجل، وإقامة دينك والاعتزاز به، والدعوة إليه ببيان فضائله، والدفاع عنه، ومناصحة من عندك، أو من اتصلت به من أبناء المسلمين بالحث على التمسك بدينهم. وبيان أن دين الإسلام عقيدة، وقول، وعمل، وولاء للإسلام وأهله، وعداء للكفر وأهله، وليس مجرد أن يقول: أنا مسلم ثم يترك الصلاة والصيام والزكاة، ويشرب الخمر، ويخادن النساء ويوالي أعداء الإسلام ويحبهم؛ لأن الإسلام عقيدة خالصة، وأقوال، وأعمال صالحة، وأخلاق فاضلة عالية، وفقنا الله وإياكم للتمسك به والوفاة عليه، إنه جواد كريم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه. 27/7/1396هـ.